مع انتشار التعليم الرقمي والهجين في المدارس والجامعات حول العالم، أصبح على المعلّمين التعامل مع العديد من المشاكل القادمة من بيئة التعليم الجديدة هذه، وعلى رأس هذه المشاكل سؤال يطرحه الكثير من المعلمين وذوي الطلاب: كيف يمكن للمعلم تحفيز الطلاب للتعلم عن بعد وإقناعهم بأهميته؟
سنستعرض في هذا المقال طرقاً عديدة لتحفيز الطلاب للتعلم عن بعد، وكيف يمكن للمعلمين أو ذوي الطلاب استغلال البيئة الرقمية في تحقيق فائدة علميّة أكبر للطالب.
استغلال مميزات التعليم عن بعد لشد انتباه الطلاب
التعليم عن بعد أداةٌ متعددة الوظائف، إن تم توظيفها بالشكل الصحيح ستكون عوناً هائلاً للمعلم والطالب في تحصيل الفائدة العلمية المرجوّة. على المعلم معرفة الطريقة الأمثل التي يمكنه فيها تطويع هذه الأدوات بما يناسب محتوى دروسه، وعاداته التدريسية، وهذا التوظيف هو الأساس الذي سيحفّز الطالب للمشاركة.
على المعلم أن يكون على معرفةٍ تقنيةٍ بأدواته التعليمية توازي أو تفوق معرفة طلابه، وعليه أن يدرك نقاط الضعف والقوة لكل أداةٍ موجودة.
على سبيل المثال: في حالة الدروس الحية، يمكن للمعلم تسجيل الدروس وإتاحتها للطلاب ليعودوا لها في وقتٍ لاحق في حال واجهتهم مشكلة ما.
في حال عدم تسجيل الدروس، قد يفكّر الطالب بتسجيلها بنفسه، وسيصب اهتمامه في عملية التسجيل والعودة للتسجيلات بدلاً من متابعة الدرس، لذا عندما يقوم المعلم نفسه بالتسجيل وتقديم الدروس المسجلة للطلاب، سيزداد اهتمامهم بالمادة التعليمية نفسها دون قلق من تضييع أيّ من المعلومات.
بطريقةٍ مشابهة، يمكن للمعلم أيضاً توفير ملفات ومستندات الدرس للتحميل، بهذه الطريقة سيسهل على الطلاب العودة للمعلومات المكتوبة ضمن الملف، بدلاً من محاولة العثور عليها ضمن التسجيلات أو محاولة كتابتها أثناء الدرس.
يمكن أيضاً للمعلم عرض الصور والفيديو والمقاطع الصوتية المسجلة أثناء الدرس، واستخدام برامج الرسم على الشاشة مثل Google Jamboard لتوضيح النقاط وشرحها، وتقديم روابط لمصادر إضافية حول نفس الموضوع لمن يرغب بالاستزادة. كل هذا يتضمن استغلالاً أفضل للبيئة الرقمية من مجرد عرض الدرس والقراءة من المستندات.
تبدأ الخطوة الأولى لتحفيز الطلاب للتعلم عن بعد من فهم المعلم للأدوات المتاحة له، واستغلالها بالكامل لتسهيل العملية التعليمية على الطلاب، لا لتكون عائقاً بينهم.